dimanche 22 décembre 2013

"تستور" الأندلس الضائعة

Partager
إضغط جام على هذه الصفحات وستصلكم كل أخبار تستور
"تستور" الأندلس الضائعة

|| ذكرى سقوط الأندلس الـ 521 ||
منذ خمسة قرون خلت, قُدّرَ عدد الأندلسيين المخرَجين من الأندلس الذين دخلوا تونس بقرابة ال 80 ألفا، وقد فتح لهم عثمان داي -حاكم تونس آنذاك- أبواب الاستقرار في نحو 20 قرية تونسية، ما زالت عادات أهلها وتقاليدهم وألقاب عائلاتهم على أصولها الأندلسية إلى يومنا هذا. وتعتبر مدينة تستور الواقعة على بعد 80 كلم إلى الشمال الغربي للعاصمة التونسية إحدى أهم المدن التي احتفظت إلى الآن بطابعها الأندلسي، إذ شيد فيها القادمون الجدد كثيرا من الأحياء التي
ما زالت تحمل نفس التسميات الأولى، مثل حي «الثغريين», حي «الحارة», حي «الفلة» وحي «الرحيبة».
جلب المهجرون من الأندلس الكثير من الصناعات والمهارات التي أثرت العمارة والفلاحة والحدادة والخياطة بأنواعها في تونس، وخصوصا المعتمدة منها على المواد المحلية مثل الطين والجير والجبس.
ويعتبر الجامع الكبير بتستور من أهم المعالم المعمارية التي شيدها الأندلسيون في المدينة سنة 1630 على يد محمد تغرينو [1]، و المعروف، حسب بعض المصادر التاريخية، أن بعض اليهود المطرودين بدورهم قد أعلنوا إسلامهم عند قدومهم إلى تونس، وكانت تعيش في مدينة تستور جالية يهودية مهمة، البعض منها لا يزال يعيش هناك، والبعض الآخر لا يزال يحتفظ ببعض ممتلكاته وعقاراته إلى الآن.
ومن غرائب العمارة الموجودة في الجامع الكبير بتستور النجمة
السداسية الموجودة في أعلى الصومعة وفي أكثر من موقع ببيت الصلاة، وهي المعروفة بخاتم سليمان، والمشهورة بنجمة داوود (عليهما السلام). وقد فسرها البعض على أساس التسامح الديني بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الكتاب، وقد تدل أيضا على مختلف الأطراف المساهمة في بناء الجامع. ومع كل ما حمله الجامع الكبير بتستور من دلائل على حسن توظيف المواد المحلية في البناء، فإنه يبقى من بين أهم شواهد العمارة الإسلامية المتفردة بزينتها
ومعالمها وأقسامها المختلفة, وتجسيدا لروح التسامح و التعايش مع أهل الكتاب.
Original Page █║▌█│║▌│█║█ © 2013

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire