إضغط جام على هذه الصفحات وستصلكم كل أخبار تستور
قرطبة :
كان جامع قرطبة من أروع أمثلة العمارة الإسلامية في الأندلس، وقد تحول إلى جامعة إسلامية تدرس فيها العلوم الدينية واللغوية، ويستقبل فيها طلاب المسلمين وغيرهم. وقد اشتُهرت مدينة قرطبة لاشتمالها على المسجد الجامع "الذي ليس في بلاد الأندلس والإسلام أكبر منه". ويقول عنه الحميري إنه الجامع " المشهور أمره، الشائع ذكره، من أجلِّ مصانع الدنيا كبر مساحة، وإحكام صنعة، وجمال هيئة، وإتقان بنية، تهمم به الخلفاء المروانيون، فزادوا فيه زيادة بعد زيادة، وتتميماً إثر تتميم، حتى بلغ الغاية في الإتقان فصار يحار فيه الطرف، ويعجز عن حسنه الوصف، فليس في مساجد المسلمين مثله تنميقاً وطولاً وعرضاً".
وهكذا أصبح يُضرب بهذا المسجد الجامع المثل في العظمة والاتساع وفي كثرة الزخارف والجمال، وقد صوره مؤرخو المغرب والأندلس في كتبهم، واختصوه بعنايتهم. ويرجع هذا التعظيم والإجلال لجامع قرطبة إلى "حنش بن عبد الله الصنعاني، وأبا عبد الرحمن الحبلي" التابعيين، إذ أنهما قد توليا تأسيسه بأيديهما، وقوما محرابه. وقد احتفظ الأمير عبد الرحمن الأوسط بهذا المحراب الثمين عند زيارته لبيت الصلاة، فنقله من موضعه القديم، وركزه في مكانه من القبلة الجديدة، كذلك احتفظ المسجد الجامع في سائر زياداته.
ولما شاور الخليفة الحكم المستنصر العلماء في رغبته في تصحيح اتجاه القبلة نحو الشرق، عندما شرع في النظر في زيادته الكبرى بالجامع، كما فعل أبوه الناصر في قبلة جامع الزهراء، قال له الفقيه أبو ابراهيم: "يا أمير المؤمنين، إنه قد صلى إلى هذه القبلة خيار هذه الأمة من أجدادك الأئمة، وصلحاء المسلمين وعلمائهم، منذ افتتحت الأندلس إلى هذا الوقت، متأسين بأول من نصبها من التابعين كموسى بن نصير وحنش الصنعاني وأمثالهم رحمهم الله تعالى. وإنما فضل من فضل بالاتباع، وهلك من هلك بالابتداع. فأخذ الخليفة برأيه وقال: نِعمَ ما قلت! وإنما مذهبنا الاتباع". يتبع.....
وهكذا أصبح يُضرب بهذا المسجد الجامع المثل في العظمة والاتساع وفي كثرة الزخارف والجمال، وقد صوره مؤرخو المغرب والأندلس في كتبهم، واختصوه بعنايتهم. ويرجع هذا التعظيم والإجلال لجامع قرطبة إلى "حنش بن عبد الله الصنعاني، وأبا عبد الرحمن الحبلي" التابعيين، إذ أنهما قد توليا تأسيسه بأيديهما، وقوما محرابه. وقد احتفظ الأمير عبد الرحمن الأوسط بهذا المحراب الثمين عند زيارته لبيت الصلاة، فنقله من موضعه القديم، وركزه في مكانه من القبلة الجديدة، كذلك احتفظ المسجد الجامع في سائر زياداته.
ولما شاور الخليفة الحكم المستنصر العلماء في رغبته في تصحيح اتجاه القبلة نحو الشرق، عندما شرع في النظر في زيادته الكبرى بالجامع، كما فعل أبوه الناصر في قبلة جامع الزهراء، قال له الفقيه أبو ابراهيم: "يا أمير المؤمنين، إنه قد صلى إلى هذه القبلة خيار هذه الأمة من أجدادك الأئمة، وصلحاء المسلمين وعلمائهم، منذ افتتحت الأندلس إلى هذا الوقت، متأسين بأول من نصبها من التابعين كموسى بن نصير وحنش الصنعاني وأمثالهم رحمهم الله تعالى. وإنما فضل من فضل بالاتباع، وهلك من هلك بالابتداع. فأخذ الخليفة برأيه وقال: نِعمَ ما قلت! وإنما مذهبنا الاتباع". يتبع.....
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire